حيث يسعى المستخدمين للحصول على خدمات أفضل مجانا على الإنترنت و بكبسة زر يتصفحون مئات الأخبار و المقالات على الهواتف الذكية و في مختلف الأجهزة،
هناك فاصل كبير بين حقيقة صناعة المحتوى و ما يقوم به الناشرين من جهة و بين المستخدمين و المروجين لفكرة أن الإعلانات عنصر خبيث من جهة أخرى.
فاصل من الجهل و من المغالطات المنتشرة إلى أقصى حدود استغله مطوري إضافات منع الإعلانات لتحقيق الشهرة و حتى المال من الشركات التي تدفع لهم لوضع إعلاناتها في قوائمهم البيضاء في واحدة من أسوأ الممارسات التي لا تعني سوى أنهم نسخة متطورة من قطاع الطرق.
يريد المستخدم صفحات من المحتوى خالية من الإعلانات و في نفس أن تقدم له المواقع الإخبارية المختلفة الأخبار على مدار الساعة و نقل الوقائع أسرع من قنوات التلفزيون نفسها و قراءة المقالات التحليلية في مختلف المجالات مع الحصول على مقالات تعليمية و متنوعة و كل هذا دون أن يدفع سوى اشتراك الإنترنت و تكلفة فاتورة الكهرباء و بعبارة أبسط الحصول على كل شيء مجانا.
و لا يعلم على الأرجح أن صناعة المحتوى المكتوب و المسموع و المرئي و الأشكال الأخرى بحاجة إلى الوقت و يتطلب فرق عمل و جهود ذهنية و مادية أيضا و كل هذا لا يقدم على صفحات المدونات و منصات الأخبار و المقالات و المرئيات من فراغ و مجانا.
نحن إذن هنا أمام تكاليف تشغيلية تزداد بازدياد حجم الموقع أو المشروع الإلكتروني و لا أحد في هذا العالم ينفق الأموال من فراغ على فراغ دون أن يكون هدفه بعد الإفادة و تقديم الفائدة للمستخدمين سوى جني الأرباح و الأموال.
من ينظر إلى الويب على أنه مجموعة متزايدة من المواقع التي تقدم له الخدمات و المحتويات مجانا نظرته ناقصة و الصورة التي يراها أمامه تحتاج إلى بقايا و أجزاء كي تكون مكتملة أمامه و يتعرف على حقيقة هذا العالم.
لا يوجد شيء مجاني هنا و الأمر كله يتعلق بالتجارة الإلكترونية و بالأعمال و الشركات و النشاطات الإقتصادية، القارئ و المستخدم و المشاهد و المستمع هنا هو الزبون فعلا و هذه هي فلسفة المواقع و المنصات التي تقدم لك المحتوى دون أن تدفع مقابل تناوله أي شيء سوى مشاهدة الإعلانات التي تظهر لك في أماكن محددة في كل صفحة أو على الفيديوهات.
إذن الإعلانات المعروضة هي الثمن ؟ نعم بطبيعة الحال و هو ما يحدث أيضا في عالم قنوات التلفزيون و في مجال الراديو لا شيء مختلف سوى طريقة عرضها و بالتالي فهؤلاء المدافعون عن فكرة منعها أو المروجين لإضافات إخفائها نهائيا يحاولون تدمير بيزنس حقيقي المتضرر من ذلك لن يكون فقط أصحاب المواقع و الناشرين بل كل الأطراف بما فيهم المستخدم نفسه.
تخيل معي أن كل مستخدمي الإنترنت من كل الأجهزة المحمولة و المكتبية يستخدمون إضافات منع الإعلانات و لا أحد يرى فعلا البنرات الإعلانية، هل تتصور حجم الكارثة التي ستحدث هنا؟ أما زلت ترى أن الناشرين فقط هم من سيدفعون الثمن غاليا؟